07-09-2004, 03:06 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
محمد عطية ملك الفضئيات
معلومات مفيدة كلمة على الهامش المرئي ، التلفزة ، أو التلفزيون ، كلٌ لمن يشاء ، ونظرة من باب آخر لهذا الجهاز الذي أصبح "وسطا" جذابا ، والمقصود هنا ب- "الوسط" بمعنى (MEDIUM) أي وسطا مؤثرا على ملاين من البشر ، و بتأثيره ونفوذه لا يقارن به أو يصله أي وسط آخر . وهذا التأثير والنفوذ يستغـل سياسيا وتجاريا لتحكم وتوجيه بتصرفات المجتمع … وشئنا أم أبينا (أي بإرادة وعي كاملة أو دونها) فهو "الوسط" أحد الأوساط المركزية لحياتنا ، ومن يشعر هنا بأنه غير مخاطب ، فعليه أن يحسب نسبة وقت مشاهدة هذا "الوسط" ، وسيتوصل حتما إثبات لا جدال فيه ، أن هذا "الوسط" يمتلك "تأثيرا تربويا" أقوى كثيراً من أي وسط آخر عرفته المجتمعات سابقا . بعبارة أخرى لو نظرنا حسابيا لتصرفاتنا مع هذا الوسط (التلفزيون) فسنتوصل إلى أن تأثيره يفوق بكثير على تأثير تربية الوالدين(مثلا) وفي بعض الحالات يفوق المؤسسات التعليمية !!! ... مقدمة يتضمن هذا القسم مواد لصيانة التلفزيون ، وليس بمفهوم العبارة "صيانة " فقط بل يحتوي على التفـسـيرات علمية لجميع مراحل التلفزيون ، وذلك بطريقة يفهمها أي قارئ عربي . كما أنه يضم التصـمـيم الأساسي لجميع الأجهزة الحديثة : الأجهزة الغير ملونة والملونة إلى الأجهزة الرقمية (Digital-TV) . كما يعالج الكتاب كل مرحلة على حدي بالـتـفسيـر العلمي المفصل لطريقة عملها ، واعتمادا على الأعراض وبالتحديد العلمي المنـظـم يتم البحث عن موضع الخلل . وبالـتفـسير الدقيق لأنواع الخلل ، والشرح العلمي لطرق قياسه ، اختباره ، وإصلاحه . وهناك رسامات المربعات ، وتخطيطات الدوائر، وصور الخلل على الشاشة(في حالة توفرها) التي تسهل عملـية الفهم والإصلاح . تاريخيا رغم دخول التلفزيون إلى مجتمعنا قد بدأ في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن السابق ، فقد ولدت الفكرة ولأول مرة عام 1843 ، وذلك في ذهن عالم النفس الألماني ألكسندر باين ( ABain) ، وكانت الفكرة الذي أعلن عنها ألكسندر باين حين ذاك هي : "الحاجة" لنقل الصورة ، بتفكيكها إلى نقاط وسطور تبعا لكثافة الإضاءة بها (الماتريكس) ثم نقلها كهربائيا . وقد أكتشف المهندس الإنكليزي ولغوبي سميت ( Willoughby Smith ) بالصدفة خلال قياسات الأسلاك بأن لضوء تأثيرا على العنصر الكيميائي السلنيوم (النصف فلذي) ، حيث تتحول مقاومته الكهربائية بتغيير كثافة الضوء المسلط عليه . وكان المهندس الألماني باويل نيفكو (Paul Nipkow ) هو الذي تبنى الفكرة عام 1883 ، وقام باختراع ما يسمى بالقرص الميكانيكي لفك الصورة الذي يعمل بطبقة ضوئية من مادة السلنيوم و" قرص نيفكو الدوار" أو "المنظار الكهربائي " (Electrical Telescope) كان الأول اختراع للتلفزيون في العالم . وقد أستعمل "قرص نيفكو" حتى الثلاثينيات للقرن الماضي ، حيث تم اختراع الصمامات المكبرة والتي احتلت بعد الحرب العالمية الأولى مكان القرص . وفي عام 1898 قام العالم الألماني كارل فيرد يناد بروان باختراع ما يسمى ب- "صمام بروان" ولم يكن في ذهنه حين ذاك اختراع التلفزيون بل جهاز "راسم الإشارة " (الأوسيلوسكوب ) ولكن اختراعه أصبح فما بعد أهم مكون في جهاز التلفزيون ويستعمل حتى أيامنا هذه ك - "صمام شاشة" . وفي عام 1924 جاء اختراع العالم الأمريكي (من أصل روسي) سواريكن (Vladimir Zworykin) لبداية ولادة ما يسمى ب - "التلفزيون الإليكتروني" أي دون ميكانيكية ، (وهو صمام كاشف أو قارئ لصور (Iconoscope) . أما البث التلفزيوني فقد بدأ عام 1928 على أيبدي الشركة الأمريكية (جنرال إلكتريك) . وقبل ذلك قام البريطاني جون بايّـرد (John L. Baird) عام 1927 بالإرسال التلفزيوني الأول عبر الأسلاك (TELEVISOR) لأكبر مسافة ( 640 كم وهي المسافة بين لندن وكلسكوا) . وفي عام 1929 بدأت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) بالبث التلفزيوني ، كما بدأ البث وفي نفس العام من برلين (1932 بث الألعاب الأولمبية لأول مرة) . أما في فرنسا فقد بدأ البث التلفزيوني عام 1937 . والإرسال الشبه منظم في الولايات المتحدة الأمريكية فقد بدأ عام 1939 . أما أول تلفزيون ملون في العالم فقد قام باختراعه العالم الألماني أوتو فون بروْنك (Otto von Bronk) عام 1902 وكان المبدأ الأساسي لنظام بث الألوان (NTSC) وهو نظام اللجنة القومية (الامريكية ) للنظـام التلفزيوني . وفي عام 1928 قام بايّـرد (John L. Baird من خلال شركة بل) بتطبيق التجارب على التلفزيون الملون ، وفي ألمانيا كانت أول تجارب التلفزيون الملون من خلال شركة تليفونكن عام 1936 . أما أول إرسال ملون في العالم فقد تم عام 1954 في الولايات المتحدة الأمريكية . ومن المعروف بأن نظام الألوان (NTSC) لا يصحح تبدد الألوان بين المرسل والمستقبل تلقائيا (أنظر أنظمة الألوان) ، ففي 3.1.1963 قام العالم الألماني بروخ من شركة تليفونكن (W. Bruch) بإختراع نظام "بال" (Phase Alternation Line) أي ( تناوب السطور بالطور )، كما قام الفرنسيون باختراع نظام "سيكام" (Sequentielle a memoire) ، أي تتابع وقتي مع التخزين ، أو إرسال معلوما اللون بالتتابع مع استعمال الذاكرة ، وكلا النظامين يعتبر تعديلا لأخطاء الألوان في نظام NTSC الأمريكي . وكثيرا من المسنين منا يتذكر التردد الضوئي أو ما يسمى ب -"ألتلألأ الضوئي" على الشاشة ، والسبب لذلك أن الصورة كانت تنقل على التوالي - نقطة بنقطة وسطر بسطر، وفي البداية (عام 1902 ) كان 22 سطرا لصورة ، ثم 50 سطرا في عام 1924 ، ثم عام 1929 تم نشر أول عرف (NORM) للمعايير الألمانية للتلفزيون وتضمن 30 سطرا ، 1.200 بقعة صورة ، وكل ثانية يتم استبدال الصورة 12,5 مرة ، و في عام 1930 تم تغيير العرف إلى 90 سطرا ، واستبدال الصورة 25 مرة في الثانية ، وفي نفس العام قدمت شركة تليفونكن الألمانية "أسلوب القـفـز بين السطور" أي يتم بث كل سطر ثاني ، وبذلك يظهر للمشاهد تضاعف استبدال الصورة ويقل ألتـتلألأ الضوئي على الشاشة ، وفي عام 1933 تم رفع عدد السطور إلى 180 سطرا ، وفي عام 1936 إلى 375 سطرا ، ثم عام 1937 إلى 441 سطرا ( فرنسا) ، (وفي عام 1940 وللكشف الجوي تم تصنيع أجهز تعمل 1029 سطرا) ، وفي عام 1952 تم في ستوكهلم في السويد الاتفاق بين بعض الدول الأوربية لاعتناق العرف الألماني الجديد والذي يستعمل حتى الآن ، وكان عدد السطور 625 ، أما استبدال (نصف)الصورة فبقى 25 مرة في الثانية ، أما المسح الأفقي فيتم 15625 مرة في الثانية . الصيانة بالأساليب العلمية في القسم صيانة التلفزيون ندخل إلى "الصيانة" بأساليب بحث علمية و تحليلية . واستنادا لتجارب الماضي فقد تجمعت عدة أساليب بحث(عن الخلل) في الأجهزة الإليكترونية ، وقد ساد منها أسلوبين مختلفين : الأول هو "أسلوب القياس" بالتحليل الكمي للجهود ، للتيار ، وللمقاومة بينما الثاني "أسلوب البحث بملاحقة الإشارة" ( ملاحقة الإشارة بأجهزة تسمح لسمعها أو رأيتها) . الأعراض أحد أهم الأعمدة التي ترشدنا إلى موقع الخلل هي الأعراض ، وغالبا نصل إلى تحديد المرحلة التي يكمن فيه الخلل بمجرد معرفة الأعراض . وأحد المصادر المهمة للأعراض هو المستعمل ، حيث أن معلومة من المستهلك ربما تدلنها على حل المشكلة خلال دقائق معدودة ، فعلى سبيل المثال إذا قال المستعمل أن الصورة تختفي إطلاقا وضوء التأهب يبقى شاعلا ، ثم تعود عندما يُطرق الجهاز بعض الشيء ، فمن هذه المعلومة تم تحديد موقع الخلل (مرحلة الجهد العالي أو ما قبلها المرحلة الأفقية) ، كما تم تحديد نوعية الخلل وهو "اللحام البارد". أما إصلاح ذلك لا يدوم أكثر من دقائق ، فمعلومات التي نتلقاها من المستعمل لها أهمية كبرى في تسهيل البحث عن الخلل . وكثيرا ما تكون هناك صعوبات في الحديث بين الفني والمستعمل ولكن بمهارة الفني يمكن التوصل سريعا إلى الغاية. وبالطبع تستغـل أساليب التطبيق المنطقي السهل التي جـُمعت عبر التجارب منذ ظهور أول خلل في التلفزيون أو ما يطبق على الأجهزة الإليكترونية الأخرى ، والمقصود بالمنطقي السهل مثل أنواع الخلل الظاهرة للعين كالمكثف المنفجر أو المقاومات المحروقة أو الملف المحـّروّق أو قـَطع ظاهر لخطوط التوصيل أو صمامات الأمان … وبمجرد فتح غطاء الجهاز فأول ما يجب فعله هو إلقاء نظرة عامة وتحليلية على الإطار ولوحات العناصر ، وفي حالة عدم ظهور الخلل من أول نظرة ، فيجب خلال ذلك محاولة استيعاب ما فكر به المصمم ، وبالنظرة الخاصة لبعض العناصر في أحجامها وأشكالها النادرة نتعرف على تقسيم المراحل ، ونوعية الجهاز ، وفي حالة عدم توقر التخطيط ، فربما نحاول تصور الخطوط العريضة لتخطيط الكهربائي الذي وصعه المصمم ، فمن السهل التعرف على مراحل الإستقبال - مراحل التغذية - مراحل الخرج - مراحل أفقية - مراحل رأسية - مراحل التحكم … وكما أثبتت التجارب فهناك مراحل يتكرر فيها الخلل أكثر من غيرها مثل مرحلة الخرج الأفقي ، مرحلة الجهد العالي ، مرحلة تصحيح الوسادة الأفقية ، مرحلة الخرج الرأسي ، مرحلة التغذية ونادرا أكثر مرحلة تجمع سورة . وهنا يظهر الفرق الأساسي بين أجهزة الترددات العلية وباقي الأجهزة الكهربائية ، حيث أن إصلاح أجهزة الترددات العالية يعد من أصعب المهمات للتقنية الحديثة . وعند فتح غطاء الجهاز ، فلا تجد الخلل يناديك ، بل تجد أمامك عناصر لا تعد ، وكلا منها يكاد يكون المصدر للخلل ، فتستحيل عملية الإصلاح دون الخلفية العلمية لهذه العاصر . وفي حالة توفر التخطيط الكهربائي فليس ذلك أن التخطيط يجمع الكثير من العلامات الكهربائية والقيم ، بل يجب معرفة هدف كل علامة والوظيفة التي تقوم بها العامة وتنسيقا بين المراحل . أما "التخبط الأعمى " فلا يجدي صاحبه إلا النقر بيد المفك هنا وهناك أو يتبقى ناظرا لجهاز دون حول له ولا قوة . ولا أحد يستطيع إصلاح جهاز دون سابق معرفة ، لقوانين الكهرباء ، وفهم الوظائف لكافة المراحل ، كلا على حدا والتنسيق بينها . ولو كان الفني موهوبا بمهارة يدوية أو تقنية ، أو حتى لو أمتلك التجربة في الحقل ، فإذا ما كانت كل حركة ليده في الجهاز محسوبة فلا يصل لهدف ، بل وربما زاد الطين بلة . اللحام البارد وأخيرا ليس بكشف أسرار مُنعنا (من جهة الشركات التي كنا نعمل فيها) بكشفها علنيا ، (والهدف من ذلك ا هو أقصى الإعلاء للكسب ) وأحدها أنه أكثر من 65% من الخلل (في جهاز التلفزيون) يرجع لنوع معيّن من الخلل وهو الذي يسمى ب- " اللحام البارد" ، وهو خلل يسببه قطع الاتصال الكهربائي بين نقطتين ، وينتج "اللحام البارد" عندما يسخن القصدير من خلال اللحام دون تسخين الموقع ، أي يبقى الموقع بارد ، حيث يتكون اتصال مؤقت ثم ينقطع . وكثيرا ما يظهر هذا النوع من الخلل وخاصة في جهاز التلفزيون ، وبالأخص أيضا في المراحل ذو القدرة والحرارة العالية التي تتضمن النبضات . وكثيرا ينتج من هذا النوع للخلل أن الصورة تختفي كليا أي تبقى الشاشة مظلمة كليا أو جزئيا بسبب القطع في المرحلة الأفقية أو الرأسية ، أو الصوت عندما يكون القطع في مرحلة الخرج الصوتي . وإصلاح هذا النوع من الخلل لا يكلف أكثر من درهم ، بينما أعراضه ضخمة إلى حد التوقف الوظيفي للجهاز . وسمحوا لي هنا بذكر التجارب الشخصية التي مرت علي حين كان دفتر الملاحظات بجانب الجهاز أمامي ، أن أول ما كان يجب البحث عنة هو خلل "اللحام البارد" ، حيث كانت مدة البحث لا تزيد عن دقائق وإصلاحها لا يفوق ذلك بوقت أو تكلفة ، أما الحسابات التي كنا نكتبها فكانت على مستوى مفعول هذا الخلل . ومن التجارب والخبرة في كتابة الحسابات في الأردن ، ومصر ولبنان ، وتونس ،فكانت الحسابات التي كنا نكتبها في ألمانيا تعلو بكثير عن ذلك ، حيث كانت تصل في حالة تخفي الصورة إلى 500 مارك ، وليس 30 جنيها مصريا مثلا . ولذلك إذا كانت هناك تجربة وخبرة ، وفي هذا الحال فقط ، فلا داعي للتحليلات العلمية العميقة . ولكن حتى هذا الخلل يحتاج للتحليل المنطقي المسبق، حيث أن البحث عن موقع "اللحام البارد" يحتاج إلى تحليل منطقي سوف يتم سرده من خلال تحليل أنواع الخلل وأعراضه . [ALIGN=CENTER]حبيبكم دائما محمد عطية [/ALIGN] |
||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|